(1897- 1962) هو كاتب أمريكي، وُلِدَ ببلدة ربلي بولاية ميسيسيبي. كتب فولكنر رواياتٍ، وقصصًا قصيرة، ونصوصًا سينمائية، والشِّعر، ومقالات ومسرحية. فولكنر واحد من أشهر الكُتَّاب في الأدب الأمريكي عمومًا والأدب الجنوبي على وجه التحديد. على الرغم أن أعماله نُشِرت خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، فقد فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1949. حاز اثنان من أعماله ("حكاية خرافية" [1954]، وروايته الأخيرة "الرِّيفرز" [1962]) على جائزة بوليتزر. في عام 1998 صَنَّفَت شركة موديرن لايبرري روايته لعام 1929 "الصخب والعنف" في المرتبة السادسة ضمن أفضل مائة رواية باللغة الإنجليزية في القرن العشرين. نشر له مركز المحروسة "دخان وقصص أخرى".
نَعَم، قُلتُ لــ "مانك" إنَّنا كُنَّا -نَحنُ المساجينَ- دائمًا ريفيِّين جُهلاءَ، لم تُتَحْ لنا فُرَصٌ كثيرةٌ. وأنَّ الله قد أَرادنا أن نَعيشَ في الدُّنيا الحُرَّة الطَّليقَةِ لِنَزرَعَ أَرضَه ونُمَجِّدَه. وكُلُّ ما في الأَمرِ أَنَّنا كُنَّا من قَبلُ أَغبياءَ جاهِلين لَم نَعلَمْ هذا، وأنَّ الأَغنياءَ لم يُعلِمُونا الحَقيقَةَ إلَّا بَعدَ فواتِ الأَوان. وقُلتُ لَهُ إنَّ الحارِسَ "كامبرل" هو الَّذي يُبقينا داخِلَ الأَسوارِ ويَمنَعُنا مِن إتمامِ مَشيئَةِ الله. ولَكِنِّي لَم أَطلُب منه يومًا أَنْ يَقتُلَ. غايَةُ ما قُلتُ له إِننا لا نَستطيعُ أَن نَخرُجَ من السِّجن لأنَّه لَيسَ لَدَينا مُسدَّسٌ، فلَو كان لأَحَدِنا مُسَدَّسٌ لاسْتَطَعنا أَنْ نَخرُجَ إلى العالَمِ الطَّليقِ، ونَزرَعَ كَما أرادَ اللهُ. ألَيسَ هَذا ما أَراد؟ فأجابَ "مانك": "نَعَم، هذا ما أرادَ". فَكَرَّرتُ قَولي: "ولكِنَّنا لا نَملِكُ مُسدَّسًا".